من هو تشارلز سيموني؟

من هو تشارلز سيموني؟

إليكم سؤال خادع: من هو الشخص الذي قام بإنتاج أغلب الكتب في العالم خلال الثلاث عقود الماضية؟ الإجابة: هو شخص يدعى تشارلز سيموني.

لكن كيف ذلك! حسنا لقد أخبرتكم أنه سؤال خادع، السيد سيموني هو الرجل الذي قام بخلق مايكروسوفت وورد، وهو أشهر برنامج لمعالجة وكتابة الكلمات والذي يستخدمه حوالي 95% من الكتاب في جميع أنحاء العالم، فعلى الرغم من أن تشارلز لم يقم بكتابة أي كتاب بنفسه من هذه الكتب إلا أن الفضل الأول والأخير بعد الله في كتابتها يرجع إليه حيث أثر تأثيرا كبيرا على أشكال طرق الكتابة، وكما يقولون: ” نحن نشكل أدواتنا، ثم بعد ذلك هي تقوم بتشكيلنا”.

أقوم بكتابة هذا المقال لكم وأنا أقدر كثيرا قيمة هذا البرنامج؛ فقد كنت أعرف أصدقاء لي عملوا في الصحافة وكانوا يكتبون على آلة كاتبة يدويا، وكانوا يخبرونني بالمعاناة التي عانوها قديما، فعندما يقوم الواحد منهم بكتابة فقرة على الآلة الكاتبة ينظر إليها وإذا لم تعجبه يقوم بتمزيق الصفحة وإعادة الكتابة على ورقة جديدة، وقد يظل هذا الأمر طوال اليوم إلى أن يمتلأ المكتب بكرات من الأوراق الممزقة.

لذلك يمكنم أن تتخيلوا مقدار الفرحة التي شعر بها الصحفيون والكتاب حين قام السيد تشارلز بصنع هذا البرنامج الرائع، الآن صار بإمكانهم الكتابة بحرية مع حذف النصوص وتنقيحها كما يحبون، ومهما قمت بالعديد من الأخطاء كان بإمكانك النظر إلى الورقة نظرة جديدة وكتابتها مرة أخرى بسهولة، وبالتالي يمكننا أن نقول وداعا لكرات الأوراق الممزقة، مع برنامج الوورد يمكنك إضافة العديد من أنواع التنسيق للخط؛ فيمكنك أن تجعله مائلا أو بالخط العريض، ويمكنك أن تزيد من المسافات بين النصوص، والمسافات البادئة، وغيرها من المميزات التي تحاكي النصوص المطبوعة.

بماذا تميزت فترة الألة الكاتبة؟

لم يكن الكتاب والصحفيون وحدهم يشعرون بالإحباط من استخدام الآلة الكاتبة؛ فلقد اتضح أن الملايين من الناس يشعرون نفس الشعور حيال ذلك الأمر، لذلك فقد ذهب الجميع إلى استخدام برنامج ميكروسوفت وورد، حتى أصبح الجميع يستخدم برنامج الوورد أو واحد من برامج ميكروسوفت الأخرى، لكننا كنا ولا زلنا مستائين بشكل كبير حول الطريقة التي يتم كتابة الكلمات بها بواسطة برنامج الوورد؛ ففي الماضي تميز عصر الآلات الكاتبة بالكلمات الإبداعية والحيوية والتي أصبحت بشكل ما نادرة في عصر هذا البرنامج.

ما هو تأثير برنامج الوورد؟

وهنا سؤال يطرح نفسه؛ هل غيرت معالجة النصوص طريقتنا في الكتابة؟ هناك الكثير من الدراسات الغير حاسمة حول تأثير التكنولوجيا علينا؛ على سبيل المثال لا الحصر جودة المقالات الطلابية، لقد أصبح الانتحال الأدبي أمرا سهلا، في دراسة تم إجراءها وجد أن الطلاب الذين يستخدمون أجهزة الكومبيوتر في الكتابة وتحديدا برنامج ميكروسوفت وورد يقضون وقتا أطول في كتابة فقرتهم الأولى، ثم يقضون وقتا أقل على فقرتهم الثانية والثالثة وهكذا، كما أنهم لا يقومون بمراجعة منهجية لكتابتهم قبل الانتهاء منها وهو ما يتسبب في قلة جودة المقالات الطلابية.

حدسي يخبرني هو أن برنامج الوورد أو أي برنامج آخر لمعالجة النصوص قد جعل الكتابة أكثر مثل النحت في الطين؛ فمن السهل جدا تنقيح الكتابة على البرنامج، فيمكك أن تبدأ بنسخ مسودة أخرى لشخص آخر ثم تعيد كتابتها بشكل آخر وتأخذ نصا من هنا ونصا من هناك إلى أن تصل في النهاية لما ترغب به، حسنا هو رأيي الشخصي وربما أكون مخطئا.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.